عزيزتي..

لم أكتب لكِ منذ مدة، وأود أن أعوض ذلك، لذا سأتكلم معكِ حول المستقبل، لأني مللت الحديث عن الماضي وأخطائه وذكرياته، الماضي الذي أخذ منا ولم يعطنا شئ، الماضي الذي حرمني منكِ، لكن المستقبل يوعد ويكتب علي بابه -علي أمل اللقاء- وأنا أمر الآن على بابه، وأؤمن بما كتب، سنلتقي يوماً، وستمشين بجانبي أمام الناس، وأنا مرفوع الرأس، فخور بكونكِ أخترتي السعادة معي، إلي جواري

أتخيلكِ في فستانك الأبيض كملاك نزل من السماء لي وحدي، أتخيل غرفة واحدة تجمعنا.. أتخيل أول حضن، أول قبلة، أول رعشة بيننا.. أود أن أرى وجهكِ عندما تستيقظين في الصباح قبل أن تغسليه بالماء، قبل أن تمشطي شعرك، أن أرى نصف النوم فى عينكِ.

لكن أخشى أن يأتني المستقبل لأدفع ثمن أخطاء الماضى، حين تركتكِ، حين كنت أمامكِ ولم أنطق بكلمة، حيث غلبني ضعفي، وهاهو يغلبني مرات ومرات، 

حتى فى كلامي عن المستقبل، أتذكر الماضى، كلما حاولت الفرار منه وجدته أمامي، يسيطر على عقلي، وروحي، لطالما أمنت أن الماضي هو أنا، أنا عبارة عن مجموعة تشكل الماضى، بكل تفاصيله الدقيقة، وغير الدقيقة، ولكنني أيضا أؤمن بالقادم، الحياة التى تفتح صدرها لنا، لتشملنا بعطفها، لتعطينا لحظات، ولا نسرق منها لحظة واحدة، 

أنا آسف، ضاعت كلماتي، وتهاوت أفكاري، لا أستطيع الحديث عن المستقبل، صعب التأمل، صعبة الأحلام، كل ما أستطعت تخيله هو أنتي،

علي أمل اللقاء يا عزيزتي.. 

عزيزتي.. الحياة أجبرتني على السير عكس ما كنت أرغب، عكس إرادتي، هبة الله لي.. لسوف تكون الحياة خصيمتي يوم القيامة، لقد كسرت قلبي..  تعرفين ما...