‏إظهار الرسائل ذات التسميات خواطر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خواطر. إظهار كافة الرسائل

 مازال عندما يجلس معها يبوح بكل البساطة والحرية، رغم أنها أنثى.. كم هو صعب على الرجل أن يبوح بأشياء معينة لامرأة سواء كانت عذراء أو ثيب.. يحكي كأنه يتكلم مع نفسه..

كم قرأ عن الغرف المغلقة التي تُغلق على الرجل والمرأة، وكل كاتب حسب خياله الجامح يكتب ما يحدث وما لا يحدث وربما كتب عن أشياء لن تحدث مطلقاً.. لم يكن لديه وقائع عاشها كي يقيس عليها مدي الصدق أو الكذب الذي يحدث، وغالباً مال لتلك الروايات عن العشق والهوى لأنه أدرك حقاً أنه لم يعش كما ينبغي، بعيداً منعزلاً بلا أي قيود داخل زنزانته الأبدية التي خُلق لها.. ربما حدث ذلك..

لقد بكيت كثيراً أمام المسرحية الهزلية، وضحكت أكثر أمام جدية الحياة.. ولا أعرف كيف يجتمع الاثنين فى واحد، هل فعلاً يختفى الجنون مع العقل، والهذيان مع الجدية.. فى الغرفة المظلمة الرجل ينشد الخلود، يتمنى أن يلمس السماء حين يلمس جسدها، ولكن أفكاره تعترضه موجهة عينه نحو ما يلاقيه فى حياته، وفى تلك الشجرة التى لمسها ولم يلمس الخلود كما وجهته وساوسه، تفكر لو منعته امرأته عما أقدم عليه، كان عليها أن تحظره، وربما فعلت وهو لم ينتبه، شغلته بروحها السابحة فى محيط من السحب الشديدة البياض أو تلك الممتلئة بالسواد التى توشك على الوقوع..

استيقظ وشرب قهوته.. ثم مال برأسه لينظر نحوها كانت خاوية ومظلمة.. كيف التهمته، ولما سمح لنفسه بأن يشغل تلك الغرفة كل هذه السنين..
لم أستطع الكتابة اليوم، كما أني لم أستطع القيام من مرقدي أو الخروج، أمضيت يومي أفكر فيما لو أنقلبت حياتي إلي سكون وفراغ، لو يوماً مللت من الكتب أو الكتابة، لو بقيت وحدي ولم أراكِ بجانبي فى نفس الغرفة، لو مات الشغف فى داخلى، ماذا لو أرتفعت العمارة التي أمام بيتي كما أرتفع بقيتهم من باقى الجوانب، هل ستظل قطرات الشمس تخترق أغصان العنب لتسقط على وجهي وأنا نائم كما عودتني جدتي فى أيام الشتاء لإستمتاع بدفء الشمس، هل ستخنقني الحياة كما خنقتني أفكاري فى غرفتي، هل سيجئ يوماً لن أستطع فيه المشي والتيه فى الشوارع، هل ستفقدني الطرقات التي تسكعت عليها أم أني مجرد عابر سبيل مر ولم يترك أي أثر.. أفكر ماذا أيضاً لو جمعتنا الحياة، هل ستغدو الحياة بريقاً وجمالاً لا ينفذ أم أنها موجة ككل الموجات تجئ ثم تنطفئ، هل ينتصر الحب، هل تتحقق الوعود، هل تنتصر الحياة أم أن كل شئ سيغدو رماداً.. هل يستطيع قلبي أن يقنع عقلي بحبكِ ولو ليوم واحد، لأستعيد إشراقي وأملي من جديد، أم تنتصر التقاليد البالية التى وضعها مجموعة من الحمقى.. 

الأقصر 2019

طلبت مني أن أصحبها فى رحلتي، فوافقت مُرحباً بصحبتها.. طلبت مني تصويرها عبر تلك الممرات، وبين هذه الأعمدة الشامخة، والمسلات، والتماثيل، وعند بحيرتها المقدسة، وهرمها المدرج، ومقابر الملوك، وسلطانهم المقيم، وعند معشوقتها الفريدة حتشبسوت.. تحت شمس أكتوبر المترددة كانت تضع على رأسها قبعة بحواف مزخرفة، تضع يدها عليها فى معظم الصور.. تسبقني فى كل خطوة كطفلة، تلتفت وتضحك، ماذا كانت تحب فى هذه الحجارة، وأنا كالملهوف ورائها أسعى، تختفي ثم تظهر، تتكلم وتُشرق، تسبقني وتقول أنظر إلى هذه القطعة الفريدة ليس لها مثيل فى العالم، هذه ليست فى مكانها الأصلي، هذه البحيرة تشفي الأسقام، هناك عبر هذه السراديب سرق اللصوص أعظم ما أبدعه الفنانون والمهندسون، هنا تولى العرش ابن الفرعون المارق، هذا الجعران تميمة الحظ عندهم، هذه المسلة مكتوب عليها تاريخ تحتمس الثالث، مقبرة توت، وبيت العزيز كارتر.. صورها فارغة، كيف هربت من صوري، من عدستي التي رصدتها مبتسمة تحت حرارة الشمس، هل يوجد سبب واحد لجعل هذا ممكن الحدوث.. هل كانت وهم أسعى خلفه عبر كل تلك الأيام التي قضيتها هناك، ماذا عن كل هذه الأحاديث الطويلة عن الحضارة والفن والجمال والدين، هل كنت أحدثها بحق، أم أني كنت أُحدث نفسي، فى تيه معاها، هل كانت خيال يعبث بعقلي.. لقد كانت هناك، كنت أراها بيقين، فى أماكنها الأثيرة، فى خفتها وإبتسامتها.. كنت أسمع صوتها بوضوح عبر الردهات، بصدى داخل الحجرات..


لقد حظيت فى العامين السابقين بكمية حوادث ومشاعر، قد أصفها بأنها حياة بمفردها بعد حياة وربما أبالغ، ولكني رأيت معها الكثير والكثير، وركضت ركضاً مبرحاً.. لم أعد طفلاً، وهذه حقيقة قاسية لو تعمل..
لقد كنت دوماً أشعر بالنقيضين معاً، البرد والحر، الحب والكره، الأمل واليأس، الحلم والواقع، ثنائيات لم تفرغ منها حياتي.. لم تتركني الحياة إلا وجذبتني لأشياء ثم وجدتها سراب..
لا أستطيع وصف ماذا يحدث بشكل حقيقي وبدون ما أكون مبالغاً أو تافهاً.. لا أستطيع التوازن بين أي شئ.. الصورة تزداد غموضاً وتعقيداً.. لا أستطيع الإجابة عن الأسئلة، ولا حتى تمييزها عن بعضها.. كل الخيوط متداخلة ومتشابكة كخيوط عنكبوت..

أنا غير قادر على الحركة، يدي ليست مقيدة ولا قدماي، وأنا غير قادر على الحركة..
قلبي يئن وعقلي يتألم، أنا غير قادر على الحركة..
إزدادت الصورة خفوتاً والإضاءة إنطفأت، أنا غير قادر على الحركة..
ضاق الحيز المحيط وكثرت كمائن وحواجز وجدران، أنا غير قادر على الحركة..
تركتني حبيبتي ورحلت، بعدما وعدت بالبقاء، وعدت باللقاء، أنا غير قادر على الحركة..
تقيأت روحي بالأمس فما عادت تنظر لي الحياة، أنا غير قادر على الحركة..

لا أريد أن أكون مبالغاً فى كلامي، ولكني أيضاً أود وأرغب بشدة فى قول حقيقة عيشتها أو عايشتها قبل أن أترك عشرينات عمري.. لأني كأي شاب يبدأ حياته بعد أن ينهي دراسته، بأن يعمل ويُأسس بيتاً، مبالغة، بأن يعمل ويشتري سكناً صغيراً، مبالغة، بأن يعمل ويؤجر سكناً صغيراً ويتزوج وينجب أطفالاً ويعمل وينتقل من عمل إلى لآخر ويجرى من هنا إلى هناك ثم يرجع من هناك إلى هناك آخر وهكذا دواليك إلى أن يجد نفسه لا يستطيع الحركة ثم يموت، مبالغة، هكذا ببساطة..

لقد درست ولم تنفعني دراستي، تخرجت ولم أجد عملاً، لم أجد سكناً ملائماً حتى الآن، لا أريد أن أترك أبي ولا أمي وهما فى سن كبيرة، لم أجد مالاً كي أوفر من خلاله حياة كريمة -هكذا تُقال- لم أجد تلك الأشياء البسيطة التى كنت أُمني نفسي بأن تحدث يوماً ما، لقد استعجلت طفولتي بأن ترحل كي يصير لي ما أريد، كي أجد نفسي وعملي وتعليمي ومالي، أن أجد حريتي فى سكني الخاص، وأجد روحي على رفوف مكتبة أملئها بالكتب. تنتهي عشريناتي ولم أجد عملاً ولا مالاً ولا سكناً.. لم أجد لا نفسي ولا روحي، ولا عرفت ميول قلبي، ومازال عقلي يملئه الألم.. أعيش عشريناتي وأنا مشتت تائه على طريق ضال، لا يملئه غير الألم، والغضب والسخط، وربما الإنكار والجحود..

قرأت بالأمس إعلاناً بالجريدة الرسمية للدولة أن وزارة الإسكان تطرح وحدات إسكان إجتماعي لمتوسطي الدخل، ورغم ذلك يجب عليك إن كنت من ضمن متوسطي الدخل أن تجد فى جيبك ثمانون ألفاً نقداً لجدية الحجز ثم تقسط الباقى على سنوات طويلة تبقى فيها مقيداً إلزامياً بأقساط تصل نسبة العائد الإستثماري بها ل8% من المبلغ الكلى الذى قد لمليون وستمائة ألفاً أو يزيد، لمتوسطي الدخل!! ومتوسطي الدخل هؤلاء يتراوح دخلهم الشهري من ثلاثة آلاف حتى ستة آلاف..

لم أنظر للحياة بهذه النظرة المادية أبداً، ولكنها أيضاً الحياة هى من تعلمنا أن ننظر لها بهذه الطريقة، كعاهرة أو ساقطة تعطيها المال لتعطي لك جسدها غالباً.. لتنتهي ثلاثينات أو أربعينات عمري، ماذا سيحدث؟ 


تعبت وأنا أنظر فى وجهات الحياة وفنونها، لأختار طريقي وما يناسب قلبي.. ويبدو أني فُتنت كمن أعتاد النظر إلى النساء، كنت أريد أن أعرف نفسي وما أحب، ولكن الحياة لم تكن بتلك البساطة لتنظر إلى إمرأة جميلة وتقع فى حبها من أول نظرة نحوها.. فعلت الكثير كي أجد ذاتي وطريقي ومساري العملي بدون فائدة تذكر، اللهم إلا وجع القلب وكره الحياة.. تحملت الكثير من الرفض عبر حياتي التى عيشتها، وما أكثر الألم فى رأسي، ألمي الذى كان يجلس فى رأسي بدأ يتحرك، ينتشر ويتفشى.. 

عاجز عن رؤية الطريق، كمن تضربه الشمس فى عينه فتعميه، جُل ما أخشاه هنا هو العمر، ماذا لو سار ولم أسر، مر ولم أمر، خطفه الطير قبل أن يخطفني الموت.. 

ألتزمت بقيود، ثقيلة، ولا أعرف لماذا؟ قيود لم أتبينها حتى، لم أعرف ماهيتها، أجبرت عليها منذ صغري، علموني أن هناك طريق واحد على الكل أن يسير عليه، هكذا هى الحياة، ذلك التعبير الأكثر صفاقة، ولكني كبرت وبدأ الشيب يغزو رأسي لأكتشف أن هناك طرق كثيرة، أكثر بكثير مما يتصور المرء، وذلك الطريق الوحيد هو ما استعبدونا به، دوامة وهمية من متطلبات هامشية لتصبح هي حياتنا..

أخاف أن أترك مساري، أخشى من ضياع أعوام سابقة قضيتها فيه، لأكتشف أني سرت فى الطريق الخطأ، أخشي من ندم، وألم، وفوات فرص وعمر ضائع، وشيخوخة طويلة، أخاف أن أبدأ من جديد، لأكتشف وأعيد نفس الأمر مرة ثانية، وربما أكثر، حتى أضيع كما ضاعت حياتي..

فقدت القدرة على مجارة الاحداث، فقدت قدرتي على التعلم والعمل، فقدت قدرتي على التنفس بانتظام، على التفكير، على الهدوء الداخلي، فقدت قدرتي على الحلم..

انقلب على وجهه خسر الدنيا والأخرة..

ليس للحرب وجه أنثوي

أحسست بانهزامية شديدة بعد قراءة كتاب ليس للحرب وجه أنثوي، ومازلت فى عراك مع نفسي، وأشعر بثقل فى جسدي وألم فى رأسي، وكأني حاربت وانهزمت ورأيت الموت معهم، ولكني لم أشعر بالنصر مثلهم.. أشعر بالخوف، لامست قلبي تلك الحكايات الأنثوية عن الحرب.. شاهدت سابقاً أبكاليبس الحرب العالمية الثانية، لم تكن دموعي تفيض مثلما فعلت تلك الحيوات الأنثوية، شاهدته منذ ما يتخطى العشر سنوات، لم ألاحظ وجود إناث وسط الجنود، الجنود مجهولون دائماً، وحدهم القادة مرفوعة روؤسهم، فخوريين بحربهم، بخططهم وإنتصاراتهم.. تسحرك الأنثي بتعابيرها، برغبتها فى الحياة والحب، بضعف جسدها وقوة إرادتها، بدموعها وحنانها الكبير..

هناك بُعد أخر دائماً ما أفكر فيه منذ أيام مراهقتي، وهو فترات الحياة، بمعنى أني أرى الحياة على أنها فترات متقطعة، وليست متصلة إلا فى ذكرياتنا، وخاصة مرحلة الشباب المبكرة، ودليلي على ذلك أو ما أقنع به نفسي، حديث سبعة يظلهم الله فى ظله، منهم شاب نشأ في طاعة الله، وعكس ذلك بالطبع.. ف بالنسبة لهؤلاء الفتيات اللواتي شاركن فى الحرب أربعة أعوام وأعمارهم لا تتجاوز العشرين كانت تلك مرحلة/فترة فى حياتهن، بعدها تغيرت الحياة بالنسبة لهن تغييراً جذرياً ولم تبقى إلا ذكرياتهن.. وأقيس على ذلك أشياء كثيرة، فترة حدث عابر، رغم سخافة الفكرة، ولكني أكن لها إيمان من نوع ما..

هناك حديث -ضعيف- يقول “إن الله يعجب لشاب ليس له صبوة”.. والصبوة فى اللغة الفُتوة، وله صبوة أي له ميل إلى اللهو.. بمعنى أنه مقيم على طاعة الله، بعيد عن شهوات الشباب.. فنحن نتغير ونتقلب، ولكن الأهم أن تكون كل فتراتنا على صراط الله المستقيم..

عن أشياء أخرى كثيرة

تمرد بسيط حاولت أن أُحدثه اليوم، لم أذهب إلى العمل، أستيقظت برغبة جنسية قاسية، وذكريات مؤلمة، جسد مُتعب شديد الإنهاك، وعقل يرفض أن يتوقف عن التألم، يرفض أن يستعيد حياته الحقيقية، وليس تلك المُتخيلة الكاذبة.

ببساطة ذكرت اسمها، اسمها المميز، على اسم زهرة نادرة، وتذكرت معها كل البنات اللأتي أحببتهن، لقد عانى قلبي كثيراً من هذا الإنغماس فى حب من طرف واحد، لم أصدق ذلك الوصف غالباً، كنت أعتقد أني أحب وهذا يكفي، ولم أستطع أن أصدق نفسي.

أحببتهن، وكانت لكل واحدة منهم اسم مميز جداً، لا أعلم حقيقة هذه المصادفة ولكنها حدثت، وكن مؤانستي فى وحدتي، وكنت أكلمهن وأشكي لهن وحدتي وفقري، غربتي وألمي. أحببتهن، أحببت وجوههن الحسناء وغموضهن، وأحياناً عهرهن وتبرجهن. لم أكلم إلا واحدة فقط، وتقريباً عرضت عليها الزواج، ولكنها ربما وغالباً رفضت، لانها ببساطة لم ترد على سؤالي..

تمردت وبدلاً من الإستيقاظ الساعة الخامسة فجراً قمت من السرير الساعة الثانية عشر ظهراً، مع تقلباتي الغير مريحة، وظهري الذى أصبح يؤلمني بشدة منذ فترة. وذكرياتي، وألبوم صوري، وأحلامي، أحلامي التى رحلت وتلك الجديدة التى تسلك مسار السابقة منها، وكما نقول دائماً أن لكل شئ نهاية، مهما حاولنا تغيير ذلك.

أهلكت نفسي بمشاعر ودموع وصور قديمة، وكما تمنيت دوماً لو كان لي على كل ناصية حبيبة وصديق، وليس هكذا تتحقق الأمنيات ولا الأحلام، هنا حياة تسخرمنا. وهناك حبيبتي التى كنت أناديها ب صديقي العزيز، وكم كانت غالية هنا فى خيالي، لأنه لم يكتب لي القدر أن أراها، كنت أريد أن ألمسها، حقيقةً وليس مجازاً، كنت أريد أن أحضنها، حقيقةً وليس مجازاً، كنت أريد أكثر من ذلك، كنت أريد أن أخترق قلبها، وأسكن هناك، وبلا أي رغبة فى مغادرته..

لم أستمع إلى الموسيقى لفترة طويلة، كانت سنوات طويلة من العفة، ولكني سمعت مصادفةً هيثم شاكر يغني كنت مداويني كنت بأقل كلام بتقدر تحتويني، أول ما أضيع كنت الوحيد اللى يلاقيني. ولشهور حتى الآن أسمعها ولا أستطيع أن أمنعها عن نفسي.

أقرأ الآن كتابين أحدهما سيرة ذاتية للفيلسوف الفرنسي سارتر اسمه الكلمات كتبه بنفسه عن ذكريات طفولته وعلاقته بأمه وجده وبالكتب، أنهيت القسم الأول منه وكان بعنوان القراءة، وباقي قسم أخير فى الكتاب بعنوان الكتابة وأنا متشوق جداً لمعرفة ذكريات الفيلسوف مع الكتابة، كيف بدأت وكيف نمت مهاراته الكتابية، وهو الذى نشا بين الكتب فى مكتبة جده الكبيرة. 

عقلى مضطرب، كما كان دوماً، لقد فوت نابي فى حصة عقلي، منذ بدأت مراهقتي وأنا أشعر بألم شديد فى رأسي، يمنعني كثيراً عن الحياة، الحياة التى تسخر مني، وفوتت علي كل شئ. ومع ذلك صنعت عالمي الخاص، لم أحقق كل ما تمنيته ولكني صنعته، أخترت الوحدة، ويوماً ما سأختار الغربة عن كل شئ أعرفه ربما، ولكني لن أستطيع الهرب، لأني أطلب من الله أن يحفظ ذكرياتي، هذه التي صنعتني، أتكلم وأكتب بها، أنا بدونها لم أُخلق. 

هذا التمرد الذى صنعته لن يجدي فائدة ملموسة، فغداً سأرجع إلى عملي الذى لا أحبه، وحياتي التى لا تناسبني، وسيبقى الألم مهما حاولت الإستمرار ...

الأقصر 2019

كنت أراها فى بهو المعبد تنظر لى مبتسمة، حول حجرات وملوك ونقوش ومسلات وطقوس وقرابين وبحيرة مقدسة تغسل الآثام وأدعية وصلوات، كانت من هنا وهناك، أركض نحوها كى ألاحقها ولكنها كانت عليمة بالأماكن، تتركني فى تيه، أعتقد أنها كانت تراقبني من بعيد، لأنها فجأة تظهر، وبضحكتها تقول ألم تتعب من البحث عنى، كطفلة تلعب بدميتها، لم أكن أريد إلا أن أمشى معها وأسمع منها حكايتها، وإن سمحت لى رافقتها للأبد، فلم تكن حياتى شئ من دونها، لم تكن تعنيني تلك الأماكن إلا من أجلها وبها، وهذه الإبتسامات التى تصعد على وجهي هى لها، لأقول لها أنى أحبك وأنى جئت عبر كل الأزمان والمسافات كى أصاحبها، وأرى تلك الأماكن التى تنتمي لها..



**عزيزتي..
زرت بيت العزيز كارتر ولكني لم أجده، قالوا أنه رحل، ولكني لا أصدقهم، كم أود أن أراه كما أود أن أراكِ..

عن الحب

فقط رسمها أشعرني بالحنين وبالحب.. كانت قريبة ولم أستطع لمسها ولا حتى النظر في عينها..ولكني أحسست بسعادتها ونبضات قلبها.. حتي في جلستها المعقودة كضفيرة فتاة صغيرة.. والله لم يسهل علي أبداً أن تجلسي وحدك.. خذلتني أقدامي في السير إليكِ.. سامحني

عن السعادة



لحظات من السعادة تتمتع بها.. وانت تعلم انها قليلة ولكنك تجاهد نفسك في ايجادها.. لا تتوقف كثيرا عندها.. ستجهد نفسك في فراغ. . فراغ زائل.. الفراغ الذي بداخلك ليس الا وهم.. نابع من فراغ اخر.. النفس تواقه الي المزيد دائما من اللذات والشهوات ولا تنتهي.. السعادة تكمن في التغلب علي الملذات غير الامنة المتوغلة في اعماق القلب البعيدة عن الرؤية..

السعادة في احلام قابلة للتحقق.. وفي واقع يُعاش علي أنفاس من الحب في عمل الخير للقلب.. في الحفاظ عليه من دنس الحب المراهق الذي لا يطمح الا استجابة لرغبة جسدية عقيمة وراحة عقلية مؤقتة.. خالية من الحب ذاته.. السعادة تكمن في ابسط تفاصيل الاشياء التي نعيشها ومع ذلك لا تهتم بها الا بعد فقدها والندم علي فواتها.. السعادة كلمة كبيرة لا تاتي الا من قلب صادق مفعم بالامان.. والامان في حفظ الله لك..

كل إنسان منا يضع حدود حول نفسه ولا يريد من أحد أن يقترب منها.. أين كان الشخص وقربه أو بعده.. أهم شي لا تقترب.. حتي يمنعك من أن تبدي برأيك ... والأشخاص المقربين جدا قد يكون أب أم أخ أخت.. هؤلاء يتركون في داخلنا شعور بالذنب أكثر.. أنك قد تدخلت في أمرهم.. فأنت وأرائك اضرب بها عرض الحائط فليس لها قيمة لا هي ولا أنت بالنسبة لهم .. حينها تعرف حقاً أن لا شيء يساوي فى حياتنا.. وأن هذا من فعل القريبين جداً فما بالك بالأشخاص البعيدين عنا 
هكذا تقال بكل بساطة والسبب تافه .... لقد تأذيت وأجد شئ ثقيلاً على صدري وصعوبة في التنفس

بداية

بسم الله الرحمن الرحيم 

من هنا أبدأ من جديد مع الكتابة التي أعشقها وأحياناً أحيا بها .. أكتب عن كل شئ .. مواقف شخصية وحياتية واجتماعية 
ًمعي مذاكراتي التي ظلت مخبأه لفترة طولية فى مكتبي أو بين كتبي التي أهرب إليها دائما 

حان الوقت أن أشارك ولو بجزء بسيط من كتاباتي ,, أعلم أنها ليست بالشئ الكبير ولكني أعول عليها كثيراً

شكراً لهذه الكلمات التي تفرغ عنا كثيرا رغم أنها تقسو أحيانا ولكنها ترجع وتحنو على ظهرك وتعيدك الي الحياة لتواصل المسير 

اللهم أجعلها بداية توفيق وهداية من عندك وعندك الخير كله

عزيزتي.. الحياة أجبرتني على السير عكس ما كنت أرغب، عكس إرادتي، هبة الله لي.. لسوف تكون الحياة خصيمتي يوم القيامة، لقد كسرت قلبي..  تعرفين ما...