التارجت الحقيقي

التارجت




أصبحت كلمة "تارجت" كلمة مألوفة منتشرة على ألسنة الكثير من الناس، ليس أصحاب مهنة معينة أو كار معين،بل كلمة عامة متداولة، كلمة معربة تعني فى اللغة الهدف، ولكن لتعرف حقيقةً مدلول تلك الكلمة فقط أنطقها فى مجمع من الناس، سترى منهم من يضحك، ومنهم من على وشك أن يشكو لك حاله، من يهزأ أو يسخر، المهم أن لها مدلول مختلف على مسامع الناس.

أعتقد أني لا أريد أن أتكلم عن تارجت المبيعات، أو تارجت المهندسين، أو تارجت خدمة العملاء، ولا حتى تارجت الإعلانات، بل أريد أن أتكلم عن تارجت اليوم القريب أو الهدف البعيد، نحن نضع الكثير من قوائم التى نريد بحق أن نحققها، بداية من قائمة المهام التى تود فعلها بعد أن تستيقظ غداً من نومك إلى قائمة الأمور التى تود أن تحققها على مدى سنوات من حياتك، ولكننا وكطبيعة الإنسان نؤجل، نؤجل الأحلام، عندما كنا صغاراً كانت لدينا أحلاماً ولم نكن ننام حتى نصنع أحلامنا بأنفسنا، وكنا نبكي ونصرخ من عدم تحققها.. لم يكن ينتهي اليوم حتى نتمكن من تحقيق التارجت، لا أعرف ماذا أودعت فينا الحياة حتى نتخلى عن أحلامنا بتلك البساطة، عن التارجت البسيط الذى كنا نحققه قبل أن ننام، إلى أحلام السنوية برحلة مدرسية أو مصيف.

أصبحنا نترك قائمة المهام التى نجهزها للغد، وهى التى تحتوى على أشياء بسيطة من قراءة كتاب أو زيارة صديق أو جلسة مع الأهل إلى الإهتمام بالتمارين الرياضية الخفيفة. نعتقد أن لا شئ من ذلك يفوتنا، نعتقد أننا نستطيع أن ننجز هذه الأمور بكل بساطة فى أي وقت قادم، مع أننا لا نستطيع أن نترك هواتفنا ومواقع التواصل الإجتماعي خشية أن لا يفوتنا شئ، حدث أو تعليق أو تريند، أصبح هذا هو التارجت بالنسبة لنا، كل شئ يمكننا تعويضه إلا هذا.

وتبدأ حكايات طويلة من  تضييع الوقت، والإهتمام بالتارجت الوهمي الشائع بين الأصدقاء، أصبحنا نعيش فى سباق وهمي، تارجت وهمي، حياة وهمية، بلا أى شئ حقيقي، أنا لا أدعو نفسي أو إياكم لأشياء خارجة عن المألوف، لكن فقط أشياء حقيقية تجعلنا نشعر أننا أحياء، لا أن تستطيع الحياة أن تهزمنا، أو أ، نفقد طاقنا فى لاشئ.

لا ينبغي علينا أن نضع لأنفسنا الكثير من المهام، ولكن يكفى أن تهتم بما تحب، فقط أفعل ما تحب، أجعل التارجت الحقيقي لك هو أن تحيا فى أحلام حقيقة، أهتم بمن تحب، أصلح ما فى حياتكم، أجعل يومك يبدو أن شخصاً يُبالى يعيش على الأرض، يحيا من أجل شئ ذو قيمة، لا تجعل الحياة تُفقدك طاقتك، لا تذهب إلى النوم وأنت تشعر بالخزي أو الإحباط، الأيام التالية كثيرة، وربما كثيرة جداً، وهى أيضا تستحق منك أن تعيشها بكل ما فيك، لنأمل أن نغير من أنفسنا، ليس ذلك التغيير أن يتخيله البعض منا، ذلك التغيير الجذري الذى لا نعرف فيه أنفسنا عندما ننظر إلى المرآة، ليس ذلك، ولكن التغيير الذى يجعلنا نشعر بما فى دواخلنا من أرواحنا، لا نجعل الحياة تتغلب علينا، إن مر يوم فهناك آخر قدام بمهام جديدة وتارجت جديد حقيقي سوف يتحقق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزتي.. الحياة أجبرتني على السير عكس ما كنت أرغب، عكس إرادتي، هبة الله لي.. لسوف تكون الحياة خصيمتي يوم القيامة، لقد كسرت قلبي..  تعرفين ما...