عن الفن وأشياء أخرى..


الفن نبأ أو إخبار عن واقع لا زمني، أي أنه يصلح لكل عصر، ومعني نجاحه في عصر لا يعني نجاحه في عصور أخري، الفنان كما الفن لا زمني لا يرتبط بأفكار عصره فقط بل يرتبط بالأفكار القديمة التي سبقت فكرته وتأثرت تأثيرا ايجابيا او سلبيا في بناء فكرته..والأفكار الجديدة التي تبني علي افكاره وتتشكل منها سواء في طريق تأكيدها او انكارها.. كما حدث في العصور الوسطي أفكار منتشرة قائمة علي فكره معينة، تظل سائدة قرون طويلة، إلي أن يجئ عصر النهضة ليحي افكارا جديدة ويعيد الروح لأفكار اليونان القديم.. وبذلك فالفن او الفكر بشكل أو بأخر يستطيع أن يهدم أفكار ويحيي أخري.. يعيد تشكيل أفكار كانت محطمة، ويهدم ويقصي افكار تعتقد الناس أنها باقية لنهاية الزمان.. المظهر او الشكل العام فما تحسبه اليوم مثالياً كاملاً، يتغير بعد سنوات إلي أخر تحسبه مثالياً أيضاً.. وليس علينا أن نتبع ما يسمي بالبدع الفكرية - من وجهة نظري- لا يجب أن تنضم إلي أي جماعة أو طائفة فكرية، تأكد أن كل هذه الأفكار التي يؤمنون بها و يسعوا إلى نقلها إلي المجتمع ليست إلا أراء كما قلنا مبنية علي خبرة سابقة قابلة للتغيير غير كاملة وغير محكمة وسعي الكثير من قبلك فسادها، فالقيم المعاصرة ما هي إلا لحظات من زمن ماضي ليكتمل بها مستقبل كالماضي.. لا شئ جديد، لا شئ يستحق أن يطلق عليه هذا اللفظ ما عدا بعض القشور الخارجية مثل المادية.. هذه القوة التي تدخلت في كل شيء..


الفن أو الفكر أيضا يتسم بالقلق، بالخوف و الشعور بالذنب.. وخاصة أدب وفن القرن العشرين، أنظر إلى كافكا و كير كجارد مؤسسي القلق الحديث.. وكالسابق لابد من ماضي تقوم عليها الفكرة ومن هو غير شكسبير والخوف الذي ساد زمنه من قصر الحياة وسرعتها.


أعتقد أن الفن توقف والفكر أيضا.. أصبحنا لا ننظر حتي للماضي ولا نفكر في مستقبلنا، وبذلك أصبح الحاضر بلا قيمة.. أين الفن والعقل والجمال.. لما هذا الرفض الذي يحيط بنا من سدود وحواجز صنعنها بأنفسنا، في سبيل ماذا.. لماذا فقدنا الايمان بالجمال والمثالية!!.. مآسي التاريخ ليست سببا في ذلك، العالم لم يكن متفائلا يوماً أعلم.. بل كان هناك أناس مؤمنين بالحقيقة، الإيمان يجعل المرء يعمل ويبدع لا لشئ، إنما ليرضي عن نفسه هو لا المجتمع.. بعدها أصبح هو الأداء التي تحرك المجتمع.المبدع أو الفنان أو المفكر بشكل عام، يصنع مجتمعا قادر علي تعاليم الحب من جديد.. لا كما يحدث الآن من نشر القيم السلبية والإباحية من باب دعوي الفن والثقافة أو حتي الحرية…



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزتي.. الحياة أجبرتني على السير عكس ما كنت أرغب، عكس إرادتي، هبة الله لي.. لسوف تكون الحياة خصيمتي يوم القيامة، لقد كسرت قلبي..  تعرفين ما...