عزيزتي..

أنتِ كالشجرة، نعم شجرة، من فضلك تخيلي معي.. بذرة صغيرة تنمو ببطء، تنضج بصعوبة وسط التغيرات التي حولها من الفصول المتتابعة، نوبات من المطر الكثيف، وأوقات من الجفاف والحرمان، ورغم ذلك مازالت تنمو، كالطفل الصغير يحاول القيام فيسقط ثم يقف، ومن ثم يحاول المشي فيتعثر ثم يمشي، ولكنه ما زال ينمو، رغم كل العقبات النفسية التي تعيقه..
وكبرت الشجرة، ومازالت تتعاقب عليها الفصول، تزدهر وتخضر أوراقها وتنمو ثمارها وتنطلق وتخطف الأبصار إليها، يحبها العابرون كما يفعل المقيمون، ثم يتتابع ذلك سقوط لكل شئ من حيوتها وحياتها شيئاً قليلاً، ولكن أصلها ثابت، تتغلب على نوبات الدهر حتى تزهر من جديد.. وهكذا ليس لسنة واحدة، ولكن لدهر كامل..
الياسمين أَبي، تسقط ورقاته بيضاء كما نبتت، ترفض أن تجف، تسقط بشموخ، تتابع عليها الفصول وهي بيضاء، محتفظة بصفاتها وأخلاقها التي جُبلت عليها..
الزيتون الذى يصبر بصدق، يتحمل كما لا يتحمل أحد، يبقى شامخاً لدهور، يأبى الموت، ينتظر مسيحاً ما ليربت على قلبه ربما..

**تنمو أوراق شجرة العنب بسرعة كبيرة هذه الأيام، بعد أيام المطر الكثيفة، تستمتع الآن بشمس دافئة تنمو على إثرها.. صراحةً لم أعرف أنها سريعة النمو هكذا، فى أقل من أسبوع أخضرت وتفتحت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزتي.. الحياة أجبرتني على السير عكس ما كنت أرغب، عكس إرادتي، هبة الله لي.. لسوف تكون الحياة خصيمتي يوم القيامة، لقد كسرت قلبي..  تعرفين ما...