الأقصر 2019
لقد كنت دوماً أشعر بالنقيضين معاً، البرد والحر، الحب والكره، الأمل واليأس، الحلم والواقع، ثنائيات لم تفرغ منها حياتي.. لم تتركني الحياة إلا وجذبتني لأشياء ثم وجدتها سراب..
لا أستطيع وصف ماذا يحدث بشكل حقيقي وبدون ما أكون مبالغاً أو تافهاً.. لا أستطيع التوازن بين أي شئ.. الصورة تزداد غموضاً وتعقيداً.. لا أستطيع الإجابة عن الأسئلة، ولا حتى تمييزها عن بعضها.. كل الخيوط متداخلة ومتشابكة كخيوط عنكبوت..
أنا غير قادر على الحركة، يدي ليست مقيدة ولا قدماي، وأنا غير قادر على الحركة..
لا أريد أن أكون مبالغاً فى كلامي، ولكني أيضاً أود وأرغب بشدة فى قول حقيقة عيشتها أو عايشتها قبل أن أترك عشرينات عمري.. لأني كأي شاب يبدأ حياته بعد أن ينهي دراسته، بأن يعمل ويُأسس بيتاً، مبالغة، بأن يعمل ويشتري سكناً صغيراً، مبالغة، بأن يعمل ويؤجر سكناً صغيراً ويتزوج وينجب أطفالاً ويعمل وينتقل من عمل إلى لآخر ويجرى من هنا إلى هناك ثم يرجع من هناك إلى هناك آخر وهكذا دواليك إلى أن يجد نفسه لا يستطيع الحركة ثم يموت، مبالغة، هكذا ببساطة..
لقد درست ولم تنفعني دراستي، تخرجت ولم أجد عملاً، لم أجد سكناً ملائماً حتى الآن، لا أريد أن أترك أبي ولا أمي وهما فى سن كبيرة، لم أجد مالاً كي أوفر من خلاله حياة كريمة -هكذا تُقال- لم أجد تلك الأشياء البسيطة التى كنت أُمني نفسي بأن تحدث يوماً ما، لقد استعجلت طفولتي بأن ترحل كي يصير لي ما أريد، كي أجد نفسي وعملي وتعليمي ومالي، أن أجد حريتي فى سكني الخاص، وأجد روحي على رفوف مكتبة أملئها بالكتب. تنتهي عشريناتي ولم أجد عملاً ولا مالاً ولا سكناً.. لم أجد لا نفسي ولا روحي، ولا عرفت ميول قلبي، ومازال عقلي يملئه الألم.. أعيش عشريناتي وأنا مشتت تائه على طريق ضال، لا يملئه غير الألم، والغضب والسخط، وربما الإنكار والجحود..
قرأت بالأمس إعلاناً بالجريدة الرسمية للدولة أن وزارة الإسكان تطرح وحدات إسكان إجتماعي لمتوسطي الدخل، ورغم ذلك يجب عليك إن كنت من ضمن متوسطي الدخل أن تجد فى جيبك ثمانون ألفاً نقداً لجدية الحجز ثم تقسط الباقى على سنوات طويلة تبقى فيها مقيداً إلزامياً بأقساط تصل نسبة العائد الإستثماري بها ل8% من المبلغ الكلى الذى قد لمليون وستمائة ألفاً أو يزيد، لمتوسطي الدخل!! ومتوسطي الدخل هؤلاء يتراوح دخلهم الشهري من ثلاثة آلاف حتى ستة آلاف..
لم أنظر للحياة بهذه النظرة المادية أبداً، ولكنها أيضاً الحياة هى من تعلمنا أن ننظر لها بهذه الطريقة، كعاهرة أو ساقطة تعطيها المال لتعطي لك جسدها غالباً.. لتنتهي ثلاثينات أو أربعينات عمري، ماذا سيحدث؟
تعبت وأنا أنظر فى وجهات الحياة وفنونها، لأختار طريقي وما يناسب قلبي.. ويبدو أني فُتنت كمن أعتاد النظر إلى النساء، كنت أريد أن أعرف نفسي وما أحب، ولكن الحياة لم تكن بتلك البساطة لتنظر إلى إمرأة جميلة وتقع فى حبها من أول نظرة نحوها.. فعلت الكثير كي أجد ذاتي وطريقي ومساري العملي بدون فائدة تذكر، اللهم إلا وجع القلب وكره الحياة.. تحملت الكثير من الرفض عبر حياتي التى عيشتها، وما أكثر الألم فى رأسي، ألمي الذى كان يجلس فى رأسي بدأ يتحرك، ينتشر ويتفشى..
عاجز عن رؤية الطريق، كمن تضربه الشمس فى عينه فتعميه، جُل ما أخشاه هنا هو العمر، ماذا لو سار ولم أسر، مر ولم أمر، خطفه الطير قبل أن يخطفني الموت..
ألتزمت بقيود، ثقيلة، ولا أعرف لماذا؟ قيود لم أتبينها حتى، لم أعرف ماهيتها، أجبرت عليها منذ صغري، علموني أن هناك طريق واحد على الكل أن يسير عليه، هكذا هى الحياة، ذلك التعبير الأكثر صفاقة، ولكني كبرت وبدأ الشيب يغزو رأسي لأكتشف أن هناك طرق كثيرة، أكثر بكثير مما يتصور المرء، وذلك الطريق الوحيد هو ما استعبدونا به، دوامة وهمية من متطلبات هامشية لتصبح هي حياتنا..
أخاف أن أترك مساري، أخشى من ضياع أعوام سابقة قضيتها فيه، لأكتشف أني سرت فى الطريق الخطأ، أخشي من ندم، وألم، وفوات فرص وعمر ضائع، وشيخوخة طويلة، أخاف أن أبدأ من جديد، لأكتشف وأعيد نفس الأمر مرة ثانية، وربما أكثر، حتى أضيع كما ضاعت حياتي..
فقدت القدرة على مجارة الاحداث، فقدت قدرتي على التعلم والعمل، فقدت قدرتي على التنفس بانتظام، على التفكير، على الهدوء الداخلي، فقدت قدرتي على الحلم..
انقلب على وجهه خسر الدنيا والأخرة..
سري للغاية ..
لقد فكرت في كل شئ، وأنا أجلس على الطاولة البيضاء، قالوا أني مكثت أكثر من ثلث الساعة، ولكني شعرت بها أياماً طويلة، فكرت فى أبي الجالس بالخارج ينتظرني، فكرت فى أمي وحبيبتي الضائعة، فكرت فى مستقبلي ودراستي، فى أحلامي الضائعة، قلبي التائه وجسدي المتعب، فى سنوات الوحدة والأمل ومحاولة التأقلم، تذكرت ثورة ضائعة وشهداء مجزرة كانوا أطفالاً يحلمون مثلي، أحداث لم يمضي عليها بضع شهور، تجمعت كل الصور والروايات فى ذهني، لأكون منها صورة واحدة لم تختفي منه حتى الآن، تذكرت طفولتي، وكل التفاصيل الصغيرة التي أحملها وتراكمت عليها السنون، كل شئ بدى ناصعاً براقاً لا يخفى منه شئ..
عمل عقلي بمثالية لم أعهدها عنه، وكأن الموجات كانت تحمل مخدراً للألم، أو محفزاً من نوع خاص..
لم يختلف القيد الذي قيدت به على الجهاز عن قيد الحياة شيئاً إلا القليل، فالفرق أن قيد الجهاز تركني أفكر، ترك لعقلي إمكانية تصور الأشياء والتعمق فيها، على عكس قيد الحياة الذي أضاعني وأضاع عقلي ووصمه بالتشتت وضِيق الأفق وضَيق عليَّ مُتنفسي الوحيد وهي أحلامي، كتم الأنفاس الذى يجعل من الوطن منفى، ومن السماء الزرقاء جدران قاسية سوداء..
أصوات غاضبة ساخطة فى عقلى، تدمر خلاياه، وهو بالكاد مازال قادر على الحياة، على رغم نتائج الفحص المغناطيسي التى أظهرت أن لا شئ داخل تلك التجاويف، فلم تظهر الأفكار ولا المشاعر وأختفى الألم.. عن ماذا كانت تبحث إن لم تلقى هؤلاء وخاصة الألم، إنه موجود، أنا أشعر به..
ليس للحرب وجه أنثوي
أحسست بانهزامية شديدة بعد قراءة كتاب ليس للحرب وجه أنثوي، ومازلت فى عراك مع نفسي، وأشعر بثقل فى جسدي وألم فى رأسي، وكأني حاربت وانهزمت ورأيت الموت معهم، ولكني لم أشعر بالنصر مثلهم.. أشعر بالخوف، لامست قلبي تلك الحكايات الأنثوية عن الحرب.. شاهدت سابقاً أبكاليبس الحرب العالمية الثانية، لم تكن دموعي تفيض مثلما فعلت تلك الحيوات الأنثوية، شاهدته منذ ما يتخطى العشر سنوات، لم ألاحظ وجود إناث وسط الجنود، الجنود مجهولون دائماً، وحدهم القادة مرفوعة روؤسهم، فخوريين بحربهم، بخططهم وإنتصاراتهم.. تسحرك الأنثي بتعابيرها، برغبتها فى الحياة والحب، بضعف جسدها وقوة إرادتها، بدموعها وحنانها الكبير..
هناك بُعد أخر دائماً ما أفكر فيه منذ أيام مراهقتي، وهو فترات الحياة، بمعنى أني أرى الحياة على أنها فترات متقطعة، وليست متصلة إلا فى ذكرياتنا، وخاصة مرحلة الشباب المبكرة، ودليلي على ذلك أو ما أقنع به نفسي، حديث سبعة يظلهم الله فى ظله، منهم شاب نشأ في طاعة الله، وعكس ذلك بالطبع.. ف بالنسبة لهؤلاء الفتيات اللواتي شاركن فى الحرب أربعة أعوام وأعمارهم لا تتجاوز العشرين كانت تلك مرحلة/فترة فى حياتهن، بعدها تغيرت الحياة بالنسبة لهن تغييراً جذرياً ولم تبقى إلا ذكرياتهن.. وأقيس على ذلك أشياء كثيرة، فترة حدث عابر، رغم سخافة الفكرة، ولكني أكن لها إيمان من نوع ما..
هناك حديث -ضعيف- يقول “إن الله يعجب لشاب ليس له صبوة”.. والصبوة فى اللغة الفُتوة، وله صبوة أي له ميل إلى اللهو.. بمعنى أنه مقيم على طاعة الله، بعيد عن شهوات الشباب.. فنحن نتغير ونتقلب، ولكن الأهم أن تكون كل فتراتنا على صراط الله المستقيم..
مستكشف مجهول
عن أشياء أخرى كثيرة
التارجت الحقيقي
التارجت
تساؤلات عن فترات إنقطاع الكتابة
تساؤلات عن فترات إنقطاع الكتابة
الأقصر 2019
كنت أراها فى بهو المعبد تنظر لى مبتسمة، حول حجرات وملوك ونقوش ومسلات وطقوس وقرابين وبحيرة مقدسة تغسل الآثام وأدعية وصلوات، كانت من هنا وهناك، أركض نحوها كى ألاحقها ولكنها كانت عليمة بالأماكن، تتركني فى تيه، أعتقد أنها كانت تراقبني من بعيد، لأنها فجأة تظهر، وبضحكتها تقول ألم تتعب من البحث عنى، كطفلة تلعب بدميتها، لم أكن أريد إلا أن أمشى معها وأسمع منها حكايتها، وإن سمحت لى رافقتها للأبد، فلم تكن حياتى شئ من دونها، لم تكن تعنيني تلك الأماكن إلا من أجلها وبها، وهذه الإبتسامات التى تصعد على وجهي هى لها، لأقول لها أنى أحبك وأنى جئت عبر كل الأزمان والمسافات كى أصاحبها، وأرى تلك الأماكن التى تنتمي لها..
عزيزتي..
لم أكتب لكِ منذ مدة، وأود أن أعوض ذلك، لذا سأتكلم معكِ حول المستقبل، لأني مللت الحديث عن الماضي وأخطائه وذكرياته، الماضي الذي أخذ منا ولم يعطنا شئ، الماضي الذي حرمني منكِ، لكن المستقبل يوعد ويكتب علي بابه -علي أمل اللقاء- وأنا أمر الآن على بابه، وأؤمن بما كتب، سنلتقي يوماً، وستمشين بجانبي أمام الناس، وأنا مرفوع الرأس، فخور بكونكِ أخترتي السعادة معي، إلي جواري
أتخيلكِ في فستانك الأبيض كملاك نزل من السماء لي وحدي، أتخيل غرفة واحدة تجمعنا.. أتخيل أول حضن، أول قبلة، أول رعشة بيننا.. أود أن أرى وجهكِ عندما تستيقظين في الصباح قبل أن تغسليه بالماء، قبل أن تمشطي شعرك، أن أرى نصف النوم فى عينكِ.
لكن أخشى أن يأتني المستقبل لأدفع ثمن أخطاء الماضى، حين تركتكِ، حين كنت أمامكِ ولم أنطق بكلمة، حيث غلبني ضعفي، وهاهو يغلبني مرات ومرات،
حتى فى كلامي عن المستقبل، أتذكر الماضى، كلما حاولت الفرار منه وجدته أمامي، يسيطر على عقلي، وروحي، لطالما أمنت أن الماضي هو أنا، أنا عبارة عن مجموعة تشكل الماضى، بكل تفاصيله الدقيقة، وغير الدقيقة، ولكنني أيضا أؤمن بالقادم، الحياة التى تفتح صدرها لنا، لتشملنا بعطفها، لتعطينا لحظات، ولا نسرق منها لحظة واحدة،
أنا آسف، ضاعت كلماتي، وتهاوت أفكاري، لا أستطيع الحديث عن المستقبل، صعب التأمل، صعبة الأحلام، كل ما أستطعت تخيله هو أنتي،
علي أمل اللقاء يا عزيزتي..
عزيزتي..
منذ كتبت الرسالة الأخيرة وأنا أتألم، صعب أن تعترف وتقول الحقيقة، علي عكس ما عرفت سابقاً أن الحقيقة تريح القلب، وكما قلت سابقا الحقيقة مؤلمة، ولكن الصدق ينجي صاحبه، وهذا كان اتفاقي معك منذ البداية، ولكني لم ألتزم به، صعب أن أحكي لكي مثلا أني رأيت يوماً بنت في غاية الجمال ونظرت لها طويلا، و وددت أن تقع في غرامي بينما أنا أبتعد عنها ولا أنظر لها.
اليوم في خطبة الجمعة كان الخطيب يتكلم عن النساء بما جاء في سورة الأحزاب، لا أعرف لماذا أعتقدت أنه يتكلم عني وعنك، لا أعرف لماذا أتهمني بالبعد عن الشرع، لاحظت ذلك، كنت أود أن أقول له أني لم أراها إلا من بعيد، وأني لم ألاحظ حتي لون عينها، لكني وقعت، أصبحت كالسائر في نومه، لا يعقل شيئاً، سلبتي مني عقلي، وجريت نحوك أطلب يديك، لكني أدركت كم العقبات من حولي، مقيد لا يستطيع فك قيده، قيدت بحدود لم أشارك في رسمها، وأناس من حولي عبدوا التراب وحكموا الأصنام، وأنا مازلت كافراً بها وبهم، لم أتخيل نفسي يوماً خائناً، أردت فقط أن أكون بجانبك، ولا تملي مني،
قالت لي أختي صباحاً حين كنا نتحدث، أننا لو الغياب الطويل الذي باعد بيننا، لما كنا بهذا الصفاء مع بعضنا البعض، قالت أنها تحتاج إلى أوقات لا تري فيها أحداً، وابتسمت من صراحتها، ودعوت لها أن يرزقها الله بمن يفهمها، فقالت أنها تريد من يحبها، وبسذاجة رخيصة أجبت عليها بأن الحب ليس كل شئ، وأن يفهمها زوجها أفضل من أن يحبها، ولا أكذب حين أقول أني أريد أن أحبك حب أمتلاك، أريدك معي دوما، لا يغيبين عني ولو لحظة، أريد أن تكوني لي بكل ما فيكي، كما كنت أنا، هذه هي الحقيقة أريد أن أمتلك ولو لمرة واحدة، وأريد أن تكوني أنتي هذه الواحدة..
صديقي العزيز -النيل-
صديقي العزيز -النيل-
هل تشعر بي الآن!!.. أنا جالس أمامك من ساعات.. كل يوم أهرب إليك.. مني ومن نفسي ومن الناس.. وهم معي مهما حاولت الهروب.. أري فيك الصفاء والنقاء طول النهار .. ولكن عندما يأتي المساء لا أري منك إلا الظلمة والسواد.. كما هي الآن أمامي يتخللها بعض النور المعكوس من أعمدة الإنارة والمصابيح الملونة التي تحاول أن تعطي توهجاً لك ولكنها لا تستطيع.. فقط أنت تسيطر على المشهد وحدك.. ولكني أحبك..
أحبك لأني أشبهك لكن فقط كما فى الليل.. أشبهك فى أتساعك.. فى قدرتك على تحمل الناس والضوضاء من حولك .. بكل الذنوب والخطايا بداخلك.. مثلك متحرك فى مكاني.. فى مسار كتبه أحد غيري.. سائر فى طريق يصعب أن أحيد عنه.. لطالما فكرت فى السير فى عدة طرق أخري ولكنني لا أستطيع .. لا أستطيع أن أنفذ ما نويت على فعله.. فقط أفكر وأنظر .. هذا كل ما أستطيع .. لم أستطع يوماً أن أواجه وأن أتحدي قدري.. أنا ساكن.. عندما أنظر إلى نفسي فى المرآة.. لا أتخيل كيف أستطاعت كل هذه الأفكار فى داخلى أن تتعايش مع هذا الجسد.. هذا الذي لا يتحرك ولا يفعل شئ حتي هذا الذى يريد.. يتخلي عنه بأضعف الأسباب.. السر فى حبي لك هو أني أريد أن أتخلص من هذه الأفكار التي لا تناسب جسدي وأقدر على أن أرميها فى جوفك.. أعلم أنك سوف تحفظها فى داخلك .. فى أحد صناديقك أو أحد صدفاتك .. لا شئ يموت فى داخلك يا صديقي حتي وإن فقد الحياة..
أجي من مسافة طويلة لك كل يوم وحتي الآن لم أستطع أن أفعل ما أريد وأتخلص من هذه الأفكار .. هل لك أن تسحبها مني عنوة وهاأنا جالس أمامك .. وخلفي تماماً الحياة.. الحياة بكل معانيها وزينتها بأحلام العاشقين والأمل فى الغد.. بطموح الشباب وبراءة الأطفال.. لطالما أقسمت على حفظ أحلامي وفترة شبابي ولكني خنت العهد وما رعيته حق رعايته.. أنجرفت فى شهوات وما نلت شئ منها .. ياه لقد ضعيت عمري وأنا جالس لا أفعل شيئاً.. ماذا أخذت من مراقبتك ومراقبة الناس من حولك.. لماذا أنا وحيد هكذا.. ومالي أنا ومال الناس وما يقولوا.. وما كانوا معي يوماً فى حياتي.. لقد كانوا على الضفة الأخري وأنا بالكاد أنظر إليهم.. مالك يا صديقي تثير في الأحزان.. تطلق من صدري الشجون.. كيف لي أن أعيش فى هذا العالم وأنا بكامل الضعف.. أنت أيضاً ضعيف منذ قيدوك ووضعوا الأصداف عن يمينك ويسارك.. وأنت أستسلمت بسهولة.. لا تستطيع حتي التحكم فى مياهك.. هل تشعر بالضعف أم أنك مثلي تكتم غضبك وحزنك العميق فى داخلك بعيداً عن أعين الناس.. الحياة فى داخلك مجرد وهم تعيشه مثلي تماماً.. والحياة من حولك مجرد كذب وخداع نعيشه معاً.. متي نثور -غربية هذه الكلمة- متي نستطيع أن نتحكم فى أقدارنا -هذه أغرب- ..
لماذا ألتزمت بالقوانين وسيرت خلف التعليمات.. أين جنون شبابي.. لماذا أحتفظت به.. ماذا أفعل به وأنا عجوز عاجز.. لكن أنا فشلت حتي فى الجنون.. فى الخروج عن أفكاري التي تأكل من روحي يوماً بعد يوم.. أنا آسف أني جئت إليك.. جئت لعاجز ليخرجني من عجزي.. جئت لعاقل ليُخرج لى جنوني.. أنا آسف على ضياع وقتي علي شطك.. ماذا أفادت الشكوي يا صديقي .. لقد ظلت أفكاري بداخلي وظلت الحياة تسير بدوني..
**معك تختلط أفكاري بعواطفى.
عن الحب
فقط رسمها أشعرني بالحنين وبالحب.. كانت قريبة ولم أستطع لمسها ولا حتى النظر في عينها..ولكني أحسست بسعادتها ونبضات قلبها.. حتي في جلستها المعقودة كضفيرة فتاة صغيرة.. والله لم يسهل علي أبداً أن تجلسي وحدك.. خذلتني أقدامي في السير إليكِ.. سامحني
عن السعادة
لحظات من السعادة تتمتع بها.. وانت تعلم انها قليلة ولكنك تجاهد نفسك في ايجادها.. لا تتوقف كثيرا عندها.. ستجهد نفسك في فراغ. . فراغ زائل.. الفراغ الذي بداخلك ليس الا وهم.. نابع من فراغ اخر.. النفس تواقه الي المزيد دائما من اللذات والشهوات ولا تنتهي.. السعادة تكمن في التغلب علي الملذات غير الامنة المتوغلة في اعماق القلب البعيدة عن الرؤية..
السعادة في احلام قابلة للتحقق.. وفي واقع يُعاش علي أنفاس من الحب في عمل الخير للقلب.. في الحفاظ عليه من دنس الحب المراهق الذي لا يطمح الا استجابة لرغبة جسدية عقيمة وراحة عقلية مؤقتة.. خالية من الحب ذاته.. السعادة تكمن في ابسط تفاصيل الاشياء التي نعيشها ومع ذلك لا تهتم بها الا بعد فقدها والندم علي فواتها.. السعادة كلمة كبيرة لا تاتي الا من قلب صادق مفعم بالامان.. والامان في حفظ الله لك..
عزيزتي.. الحياة أجبرتني على السير عكس ما كنت أرغب، عكس إرادتي، هبة الله لي.. لسوف تكون الحياة خصيمتي يوم القيامة، لقد كسرت قلبي.. تعرفين ما...
-
التارجت أصبحت كلمة "تارجت" كلمة مألوفة منتشرة على ألسنة الكثير من الناس، ليس أصحاب مهنة معينة أو كار معين،بل كلمة عامة ...
-
لم أستطع الكتابة اليوم، كما أني لم أستطع القيام من مرقدي أو الخروج، أمضيت يومي أفكر فيما لو أنقلبت حياتي إلي سكون وفراغ، لو يوماً مللت من ال...
-
إلى هى.. أعلم أني أكتب إليك كثيراً هذه الأيام.. لأني أفتقدك وأفقد صورتك الجميلة شيئاً فشيئاً،ولابد أن أعوض غيابك، مرت شهور منذ رأيت أخر مر...